قصة ليست كل مطلقة سيئة

قصة بعنوان

ليست كل مطلقة سيئة

قصة ليست كل مطلقة سيئة
قصة ليست كل مطلقة سيئة

نشأت طفولتها الجميلة الهادئة كبرت وتعلمت قرأت و تثقفت ثم في يوم تقدم من يريدها زوجة كان ظاهره الجمال و الخوف من الله الحنان والمودة والرحمة وافقت عليه تم كل شيء قبل الزواج و الوضع على ما يرام لم ترى منه إلا احتراما وتقديرا حبا وكرما واتقاء لله فيها تزوجت ونفسها مليئة بالفرح والسرور وما هي إلا أيام وانكشف الوجه الحقيقي للزوج وجه أغبر قبيح يملأه العنف والكراهية فالأوامر لا بد أن تكون مسموعة كلها ملباة في وقتها لانقاش ولا حوار لاحب لا احترام لا مودة لا مودة لا تقدير لا إهتمام لا إحتواء .

ضرب وتعنيف إهمال وقسوة تجريح وألفاظ وقلة أدب لا خوف من الله ولا خوف من المجتمع ولا معاشرة بالمعروف ولا تسريح بإحسان تتشابه الأيام تزيدها الكآبة والحزن والألم المليء بالصدمات أتسائل اهذا الذي أحببت أهذا الذي اخترته زوجا وحبيبا وأخا وسندا ؟؟

أهذا الذي كان يغمرني حبا وحنانا واحتراما أهذا الذي كان يقول لي اطمئني فأنا شخص أخاف الله جيدا وأعلم حقوقك وماعلي لك قبل مالي منك كل هذا تغير .ظهر العكس تماما كرهته وكرهت حياتها معه بكت وتألمت توجعت كثيرا وسهرت بآلامها لوحدها وهي تصبر نفسها بنفسها تذهب إلى أهلها مرات عدة تتكلم مع حكماء وعقلاء الأهل والأقرباء ولكن لا فائده لا إصلاح لا خوف من الله ولا حتى وعد وكلمة حق مع من ينصحونه ويجلسون معه تعبت وعانت وحدث الذي كان من المفترض أن تطير فرحا له. لكن للأسف صدمت وحزنت وبكت بسببه نعم اكتشفت أنها حامل وكيف تفرح وهي لم تستقر حياتها حتى تنجب طفلا لابد أن أجعل لطفلي حياة وعالم يملؤه السلام و الحب و المودة و الرحمة و الطمأنينة والإحترام لا أريد أن يكبر طفلي وهو يحمل بداخله عقدا نفسية حاولت مرارا وتكرارا مع زوجها أن يتقي الله فيها و أن يعاملها باحترام وكما يجب أن تعامل .

ذكرته بآيات الله وخوفته من عذاب الله ومن ظلمه لها عله يخاف ويرجع ولكن ما كان فيه عادة يصعب إبعادها يتق الله فيها يوما ثم لا يبالي بأي شيء طيلة الأيام المتبقية أخبرته بأنها حامل فرح وعاملها بحسن واعتذر لها أشد اعتذار ندم وتاب ولكن ما هي إلا أيام وعاد لما كان عليه من ضرب وإهمال وتعنيف وغيره.

أخيرا قررت الطلاق فهي غير قادرة وغير مستعدة أن تنجب طفلها في هذه الأجواء المليئة بالعقد والأمراض طلبت الطلاق وقبله فكرت كثيرا في الحياه التي تعيشها رغم أنها لا تستدعي التفكير فكل شيء يتحدث عن نفسه وافق زوجها على الطلاق وطلقها فهو لم يكن يوما محافظا على حياته الزوجية حتى يحافظ عليها وعلى طفله القادم.

طلقت وانفك القيد أخيرا طارت كالعصفور تتنفس بحريه يملؤها الأمل والتفاؤل بأن القادم أجمل بإذن الله نعم القادم أجمل وليس معنى انها طلقت أي أنها فقدت الحياة بالعكس بل هي عادت إلى الحياة فأي حياة تلك التي تملأها الإهانات واللاقيمة.

بدأ الناس وألسنتهم كالسيوف والسكاكين الحارة التي تجرح وبعنف كل شيء أمامها فلانة مطلقة
وكأن الطلاق فضيحة او وصمة عار أي جهل هذا . وأين كرامتي وأين حياتي وحقوقي لا يهم المهم أن لا تحمل لقب مطلقة فما هو الأفضل أن أكون زوجة بالإسماعيلية فقط وأن أتحمل ما لا أطيق من ضرب وإهانة وتعنيف أم أن أحمل لقب مطلقة وأعيش بكرامة وحرية واحترام.

فلا شخص جاهل يمد يده علي ولا عقل عقيم ولسان سليط يتهكم علي.
أيهما أفضل أن أربي طفلي في عالم مليء بالحب والود و السلام و الطمأنينة بدون أي أم أن أربي طفلي في عالم مليء بالكراهية و الصريخ والأصوات العالية. في عالم مليء بالعنف والعقد النفسية .

ولو كان الطلاق شرا لما شرعه الله ولما جعله حلا عند الوصول إلى اللاحل . يعطي كل ذي حق حقه قال تعالى ..وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته.. فالمطلقة أبت الذل والهوان وقد كرمها الله و المطلقة التي تحافظ على حياتها ونفسها أشرف من المتزوجة التي تخون زوجها وقبلها تخون ربها ارحموا المطلقات فلولا العذاب لما وصلن إلى هذه المحطة.

ودعوا الخلق لخالقهم . فما شأنكم وشأن المطلقة حتى تؤذونها بقبيح ألفاظكم سيروا في طريق التحضر في طريق الإيمان والنصيب والقضاء والقدر في طريق الحب والحرية في طريق السلام والكرامة سيروا في طريق المودة والرحمة واتركوا كل شخص بآلامه فإن لم تكونوا علاج يخفف الألم فلا تكونوا سما يزيد الألم بل يقتل داخليا ويجرح في النفس الكثير .

ولو كانت المطلقة ذو نقص وعيب لما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من المطلقات وهو أشرف الخلق فمن أنتم حتى تتحدثون بنقص عن الآخر وتنمر عليه وتدخل في شؤونه وأذية لنفسه ..
ارحموا المطلقات وارحموا كل صاحب ألم نفسي .
ارحموهن يرحمكم الله.

القصة تأليف : أ: سمية سليمان

زر الذهاب إلى الأعلى