ما هو القلق وأسبابه وأنواعه وطرق علاج القلق
القلق من المشاكل النفسية الذي يُعاني من الكثيرون، فيأتي القلق نتيجة للضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الفرد، القلق من الحالات السيئة جداً الذي إذا تعرض لها الإنسان لا يُمكن التعامل معه، فالإنسان يتصف بالقلق دائماً يشعر بالخوف من كل شئ حوله، دائماً يتخيل أشياء تُزعجه، دائماً متوتر، القلق يجعل الإنسان يفقد أعصابه ويجعله أيضاً لا يتحكم في أي شئ.
القلق يجعل الإنسان مُشتت في التفكير لا يستطيع التركيز في أي أمر من أمور حياته، وأيضاً يقضي علي علاقة الإنسان مع الآخرين، والقلق أيضاً يجعل الإنسان يشعر بالإرهاق والأرق والتعب والكسل، ويجعل الإنسان يُعاني من أمراض في جسده لأن القلق يقوم بتدمير الوظائف العصبية والجسدية للجسم.
ولكن القلق أيضاً يختلف من شخص لأخر و بنسب متفاوتة، فكل إنسان لديه نسبة من القلق، فمن الممكن أن يقلق شخص علي شخص أخر فهذه القلق طبيعي يأتي من المحبة بينهما وعندما يطمئن علي الشخص يذهب القلق، ولكن هناك قلق يكون ملازم للإنسان في حياته دائماً هذا النوع من القلق غير مستحب لأنه يجعل الإنسان المصاب به دائماً متوتر لا يستطيع فعل شئ لأنه يفقد السيطرة دائماً، فالقلق من الأشياء التي لابد أن يحمي الإنسان نفسه منها حتي يعيش حياة مطمئنة
أنواع القلق
هناك عدة أنواع من القلق، ومن بينها:
- القلق العام (Generalized Anxiety Disorder): وهو القلق الذي يتميز بالقلق الزائد والمفرط الذي يستمر لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ويمكن أن يصاحبه العديد من الأعراض الجسدية مثل العرق الزائد، والتوتر العضلي، والتعب الشديد.
- اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder): وهو القلق الذي يتعلق بالمواقف الاجتماعية مثل الخوف من التحدث أمام الجمهور، والخوف من الاجتماع مع الناس الجدد، ويمكن أن يؤثر هذا النوع من القلق على الحياة الاجتماعية والعملية للفرد.
- اضطراب الهلع (Panic Disorder): وهو القلق الذي يصاحبه هجمات الهلع المفاجئة والمتكررة، وتتضمن هذه الهجمات أعراضاً جسدية مثل الخفقان والصداع والدوار وصعوبة التنفس.
- اضطراب القلق الوجداني (Obsessive-Compulsive Disorder): وهو القلق الذي يتعلق بالأفكار الوجدانية المتكررة والمزعجة، والتي تحتاج إلى إجراءات وأفعال معينة للتخلص منها.
- اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder): وهو القلق الذي ينشأ بعد تعرض الفرد لصدمة نفسية أو حادثة مؤلمة، ويتضمن هذا النوع من القلق أعراضاً مثل الخوف والتوتر والذكريات المؤلمة المتكررة.
أسباب القلق
يمكن أن تكون أسباب القلق متعددة ومتنوعة، ومن بينها:
- الوراثة: قد يكون القلق مرتبطاً بالعوامل الوراثية، حيث يعاني بعض الأشخاص من القلق بسبب تاريخ عائلي لهذا الاضطراب.
- العوامل البيئية: يمكن أن تشكل الضغوط البيئية مثل الضغط الاجتماعي، والظروف الاقتصادية الصعبة، والحوادث الطبيعية، والأحداث السياسية المؤثرة، أسباباً للقلق.
- العوامل النفسية: من الممكن أن يكون القلق ناتجاً عن الضغوط النفسية المختلفة، مثل الاضطرابات النفسية، والصراعات الداخلية، والتوتر الناجم عن العلاقات الشخصية.
- التغييرات الحياتية: تغيرات الحياة مثل الزواج، والانتقال لمكان جديد، وفقدان الوظيفة، والوفاة، قد تسبب القلق.
- الأمراض الجسدية: بعض الأمراض الجسدية مثل الأمراض القلبية، واضطرابات الغدة الدرقية، والأمراض العصبية، يمكن أن تؤدي إلى زيادة القلق.
- تعاطي المواد الكيميائية: تعاطي بعض المواد الكيميائية مثل المنبهات والمخدرات والكحول، يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق وتفاقمه.
أعراض القلق
تتنوع أعراض القلق بحسب نوعها وشدتها، ومن بينها:
- القلق العام: ويمكن أن يتضمن الشعور بالتوتر والتوقع السلبي وعدم القدرة على الاسترخاء والتركيز وتوتر العضلات والتعرق والأرق والتعب.
- الهلع والرهاب: ويشمل ذلك الشعور بالخوف الشديد والرعب والهلع المفاجئ والارتباك والتعرق والضيق في التنفس والألم في الصدر والدوار.
- الاضطراب الوسواسي القهري: ويمكن أن يتضمن الشعور بالتوتر والقلق الشديد والتفكير المتكرر والخوف المفرط من الأوبئة والأوساخ والجراثيم والموت وغيرها من الأشياء والتصرفات الروتينية.
- اضطراب الهضم: ويشمل ذلك الغثيان والقيء والإسهال والإمساك والشعور بالانتفاخ والتورم في البطن.
- الاضطراب العصبي القلقي الاجتماعي: ويتضمن الشعور بالتوتر والخوف المفرط من المواقف الاجتماعية والحوارات الشخصية والأحداث الاجتماعية والعامة والاضطرابات في الكلام والتعبير.
- الاضطراب النفسي الإكتئابي: ويمكن أن يتضمن الشعور بالتعب والتقلبات المزاجية والاحساس باليأس والاكتئاب وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تجلب المتعة.
يجب على الأشخاص الذين يشعرون بالقلق الشديد أو الاضطراب التوجه للمعالجة الطبية، حيث يمكن للأطباء والمعالجين النفسيين المساعدة في تشخيص الحالة وتوفير العلاج اللازم.
علاج القلق
هناك عدة خيارات علاجية للقلق، وتختلف العلاجات المناسبة حسب نوع وشدة القلق والعوامل المؤثرة عليه. وفيما يلي بعض الخيارات العلاجية المتاحة:
- العلاج النفسي: يشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الكوجنيتيفي والعلاج الذي يستند إلى العلاقات والعلاج المعرفي السلوكي. يستخدم هذا النوع من العلاج للمساعدة في تغيير أنماط التفكير والسلوك السلبي ولمساعدة المريض على التأقلم مع الضغوطات والتحديات الحياتية بشكل أفضل.
- العلاج الدوائي: يستخدم الأدوية المضادة للقلق، مثل البنزوديازيبين والمضادات الاختيارية للاكتئاب مثل السيرترالين والفلوكستين والدواء الأمثل للعلاج يعتمد على نوع القلق وحالة المريض.
- العلاج الاسترخائي: يشمل ذلك الأساليب التي تساعد على تحسين التركيز والتركيز والاسترخاء والتأمل وتقنيات التنفس العميق والتدريب الذهني واليوغا.
- تغيير نمط الحياة: يشمل ذلك تحسين نوعية النوم والتغذية الصحية وممارسة النشاط البدني اليومي والحد من تناول المنبهات مثل الكافيين والتخفيف من التوتر والتعرف على المصادر الرئيسية للقلق والتعامل معها بشكل صحيح.
يجب استشارة الطبيب قبل البدء بأي نوع من العلاجات واتباع الإرشادات الطبية بشأن الجرعات والآثار الجانبية المحتملة للأدوية.