حدوتة قبل النوم للأطفال

حدوتة قبل النوم تعد من أكثر الأشياء التي تربى عليها الكثير من الأجيال، وقد كانت الأمهات كل ليلة تقدم لطفلها حدوتة قبل النوم بطريقة سهلة ومبسطة للغاية وقد كان الهدف منها التسلية مع تقديم حكمة مفيدة للطفل، لكن مع مرور الزمن وظهور الكثير من وسائل التكنولوجيا الحديثة قد اختفت حدوتة قبل النوم، لذلك قررنا أن نوفر لك سيدتي من خلال هذا المقال حدوتة قبل النوم.

حدوتة القناعة

يُحكى أنه في الماضي كان هناك فلاح بسيط اسمه صالح يعيش مع زوجته وأولاده في رضا على الرغم من ضيق العيش، وفي الصباح الباكر كان يخرج ليبدأ عمله، ثم يعود إلى منزله في المساء ليقضى أسعد الأوقات بصحبة أولاده، وكان له صديق مُقرب يدعى عم محمد ذاك الرجل الناقم على حاله دائماً ما يشكو ويندب حظه، فيُذكره صاحبه صالح بأن دوام الحال من المحال وعليه أن يرضى بحاله، ويحمد الله على نعمه عليه، فكان عم محمد يستقبل هذا الكلام بسخرية واستهزاء، ويقول أين نعمة الله تلك ونحن نعيش في فقر شديد، وهناك من يمتلك قصور وسيارات فارهة، وفي يوم من الأيام التقى صالح بعم محمد ووجدوا رجل عجوز يجلس بسيارته الفارهة ويبكي بشدة، فتوجها إليه وسألوه ماذا حدث ليبكي بهذا الشكل، فقص عليهم العجوز قصته، وقال لهم أنه يمتلك الكثير من المال، وتقدم به العمر، لكنه لا يقوى على التمتع بنعم الله عليه، لأنه لا يمتلك الصحة التي تُساعده على استغلال تلك الأمور، كما أن الله لم ينعم عليه بالذرية الصالحة التي تحمل اسمه وترث عنه أمواله وممتلكاته فما فائدة المال ! ، نظر صالح إلى عم محمد وتبسم، وقال له أرأيت رسالة الله لك؟، خجل عم محمد من حاله وحمد الله كثيراً، وندم عن كل ما قاله سابقاً”.

حدوتة الاسد والثعلب المكار

في يوم من الايام كان الثعلب يتجول في الغابة ، لفتت انتباهه صخرة بيضاء كبيرة مثل الشحم على الجبل ، فكر الثعلب في حيلة يريد أن يطبقها ليتخلص بها من الاسد وقال : إذا فشلت الحيلة فسوف أكون قد انتهيت، توجه الثعلب إلى بيت الأسد وناداه.. قال الأسد : من النادي؟ رد الثعلب : أنا خادمك الثعلب يا مولاى جئت لأخبرك عن غنيمة جاهزة.

قال الاسد في دهشة : ولماذا جئتني ، ولم لم تأخذها لنفسك ؟ قال الثعلب : لم أقو عليها يا مولاي.. قال الأسد : أين هي ؟ قال : عند التل الصاعد إلى الجبل، خرج الأسد ومعه الثعلب يسير امامه لیدله علی المکان ، و في الطریق، قال الاسد : ایها الماکر، ماهي المكافأة التي تريدها.. قال الثعلب في خبث: مرضاة مولاي لا غير، وتوقف الثعلب امام تل فوقه صخرة كانها كتلة شحم ذات شقين فعلا، وقال : هل رايت يامولاي؟

نظر الأسد وقال : حقا إنها كتلة شحم كبيرة .. قال الثعلب : اذهب إليها يا مولاي ، وأعمل فيها مخالبك وأنيابك، قال الأسد : حسنا !! سأصعد إليها ، ولك أيها الثعلب رضاى، أنشب الأسد في الصخرة مخالبه ثم أنيابه ، ثم قال : إنها صلبة وقاسية ، قال الثعلب : وهل يقوى علیها غیرك یا مولای ؟ هجم الأسد برأسه بين كتلتي الشحم ، فانحشر جسمه وعلق في الهواء .. ضحك الثعلب و قال في نفسه : حسنا و هكذا نجحت خطتي أيها الأسد اللعين .زار الأسد متألما ، لأنه لا يعرف الخلاص من الورطة التي وقع فيها ، فسأله الثعلب عمّا به ؟ فقال الاسد : لا اقوی علی تخلیص نفسي .

فلمّا اطمأن الثعلب إلى عجز الأسد ، أسرع وأحضر عصا غليظة، وراح يضرب مؤخرة الأسد بشدة ، قال الاسد غاضبا: ماذا تفعل ایها الخبیث ؟ قال الثعلب ضاحكا: أحاول إنقاذك ، وكرر الثعلب الضرب على مؤخرة الأسد .. قال الأسد وهو يزار متألما : قلت لك شدني من راسي ، قال الثعلب : انني ضعیف یا مولاي ، ولا استطيع جذبك، ولكنني استطيع ضربك هكذا.. قال الاسد : الویل لك ! الویل لك ! کیف لم يخطر ببالي أنك ماكر وخائن .. حتما ساخرج لأنتقم منك..وراح يصرخ من الالم .. توالى زئیر الاسد، وزاد الثعلب في ضربه علی مؤخرته ، وهو يقول : اصراخ كما تشاء ، فقد صرخ بين مخالبك عشرات الحيوانات .. ولكنك لم ترحمهن .

حدوتة الدجاجة وسنبلة القمح

كانت الدجاجة البيضاء تعيش في المزرعة، وكانت تعيش بالقرب منها الوزّة الرّمادية وتعيش معها البطة السوداء. وكانت الدجاجة الثلاث صديقات كل واحدة تحب أختها، وتحب الخير لها، الوزة الرّمادية قالت: كاك . كاك. الحبُّ حولي كثير، والرزق واسع وعندي مايكفيني مدّة طويلة.. فلماذا أتعب وأعمل؟ سألعب، وأستريح، وأتمتّع بالدنيا.

وكانت كل ليلة تجهز سفرة وتطير في المزرعة تدعو أصحابها، وتعود ومعها الطيور. واتعمل حفلة كبيرة، فيها أكل، وفيها فرح ولعب وغناء، البطه السوداء حضرت كل حفلات الوزة وكانت تقول: الوزّة تعجبني. وتفكيرها يعجبني.. وأخذت تعمل حفلات مثلها وتدعو أصحابها لحضورها،الدجاجة البيضاء قالت : أنا خائفة على صديقتي الوزّة.. الوزّة لاتوفر، ولا تعمل أيّ حساب للأيام وأنا خائفة على صديقتي البطّة.. البطة لاتوفر، ولاتعمل أي حساب للأيام.

وفاتت الايام، وجاء وقت الزراعة. الدجاجة البيضاء قالت للوزة: تعالي معي نزرع القمح، ونشترك في المحصول، فإذا انتهى الحبُّ من عندنا وجدنا غيره, الوزة قالت : ازرعي أنت، القمح عندى كثير، قالت الدجاجة البيضاء للبطّة: تعالي معي يابطة نزرع القمح ونشترك في المحصول، فإذا انتهى الحبُّ من عندنا وجدنا غبره . البطة قالت: أنا متأسفة ! ازرعي أنت..الدجاجة قالت للوزة والبطّة: لامانع عندي.. أنا أزرع وحدي. ونشت الأرض، وبذرت الحبُّ، وغطّته بالتراب، وسقته بالماء، واعتنت به عناية كبيرة،كانت تلاحظه كل يوم.. تسقيه إذا عظش، وتنقيه من الحشائش إذا ظهرت فيه، وتسمّده إذا احتاج إلى السّماد. وكبر القمح وطالت عيدانه، وظهرت فيه السّنابل وأمتلأت بالحبّ.

جاء وقت الحصاد وقالت الدجاجة البيضاء: تعالى ياصديقتي الوزّة، وأنت ياصديقتي البطّة، نحصد القمح، ونشترك في المحصول، الوزة قالت: أنا متأسفة. والبطة قالت: أنا متأسفة.. الدجاجة البيضاء حصدت القمح وحدها.. ونقلته من الحقل، وجمعت السنابل وأخرجت منها الحب ووضعته في المخزن، وأصبحت عندها كومة قمح. أصبح لديها قمح قديم وأصبح عندها قمح جديد، وأكلت من القمح وشبعت، وبقى عندها قمح كثير،انتهى القمح من عند الوزة وصبرت على الجوع ساعة وساعة. وأخيرا مشت في الغابة ودارت على الطيور التي تدعوها للحفلات، وطلبت بعض القمح، فلم يسأل عنها أحد.
وانتهى القمح من عند البطة وصبرت على الجوع وصبرت. وأخيرا دارت على الطيور في المزرعة وسألت كل طائر أن يعطيها بعض الحب . كل الطير أهملتها ولم تسأل عنها، وحزنت الوزة من موقف الطيور، وخجلت أن تذهب إلى الدجاجة وتطلب مساعدة منها.. وحزنت البطة من موقف الطيور، وقالت : أنا في أشد الخجل من الدجاجة. أنا أجوع ولا أمد يدي إليها.. شعرت الدجاجة بموقف الوزة والبطّة وعرفت ماجرى لكل واحدة منها. الدجاجة عطفت عليها، وأعطت كل واحدة ما يكفي حتى تعمل. الوزة شكرتها وقالت: سأعمل وأوفر. والبطة شكرتها وقالت: سأعمل وأوفر.

زر الذهاب إلى الأعلى