تعرف علي أسباب إلتهاب الحلق وأعراضه وطرق العلاج والوقاية منه

إلتهاب الحلق هو داء يتميز بانتشار واسع بين كلٍ من الأطفال والمراهقين والبالغين  على حدٍ سواء, ويعرف الأطباء داء إلتهاب الحلق طبياً على أنه احتقان شديد وإلتهاب في المجرى المشترك بين الغذاء والهواء على حدٍ سواء ,وقد يمتد إلى بداية المجرى التنفسي مسبباً تضررات عديدة هناك في حالة إذا تم إهماله ,وعدم مراجعة الطبيب المختص ,

وأخذ العلاج الذي ينصح به الطبيب المعالج، وهناك الكثير من التساؤلات حول داء إلتهاب الحلق .

ما هي أسباب الإصابة به ؟ وما هي أهم أعراضه ؟ هل المرض معدي؟

كيف يتم تشخيصه ؟ وما هي طرق الوقاية منه وعلاجه في حالة الإصابة به ؟ كل تلك التساؤلات نجيب عنها في هذا المقال .

أسباب إلتهاب الحلق

يعد هذا هو أكثر التساؤلات التي يطرحها الناس حول مرض  إلتهاب الحلق وقد أثبتت بعض الدراسات الأمريكية التي أجريت وكذلك الاستطلاعات أن أسباب إلتهاب الحلق المزمن والمتكرر تتخلص في بضع أسباب رائجة في جميع البيئات , الأمر الذي يجعل المرض في أقصى حالات نشاطه وهذه الأسباب تتلخص في :

  • إلتقاط العدوي البكتيرية من البيئة المحيطة بالشخص , فمن المعروف أن البكتريا هى كائنات صغيرة جداً , تتواجد في شتى الأماكن , مما يجعل الإصابة بها أمر سهل جدا ,نكاد نتعرض له يومياً في حياتنا بشكل عام , فإلتقاط العدوي البكتيرية ينتقل إلي الجهاز التنفسي ,حيث تبقي البكتريا هناك ويزيد نشاطها في حالة إلاهمال وعدم مراجعة الطبيب , فيترتب عليه تكوين ما يسمى بالإحتقان الحلقي وهو عبارة عن آلام شديدة في البلعوم ورغبة في الحكة، لذلك تعد العدوى البكتيرية من أهم المسببات واكثرها رواجاً.
  • رفع الصوت وإجهاد المجرى التنفسى بكثرة وعلى فترات طويلة وخاصة في حالات المعلمين وأساتذة الجامعات وغيرهم من الذين تقتضى ظروف المهنة على الحاجة لإجهاد البلعوم والأحبال الصوتية فيكون هؤلاء لديهم نسبة محتملة للإصابة بإلتهاب الحلق المتكرر.
  • التقاط الكثير من الاصابات الفيروسية المباشرة , والتي تنتشر بشكل واسع لدي المجتمعات التي تعاني من سوء المرافق الصحية وإنتشار الأوبئة ونقص المناعه.
  • تناول الأطعمة الحارة والتي تتسبب في الإصابة بتهيج شديد منطقة الحلق ورغبة شديدة في حك منطقة سقف الحلق .
  • الحساسية والإصابة بالتهيج الملحوظ مع التعرض لأبخرة المواد المحترقة وبعض أنواع العطور وغيرها من المركبات
  • شرب المياه المثلجة دون المياه المعتدلة , وهذا يعد أيضاً من المسببات المنتشرة خاصة في فصل الصيف , حيث تسبب المياه المثلجة تورم وإحتقان شديد في البلعوم  مما يؤدى لرفع نسبة الإصابة بداء إلتهاب الحلق .
  • نقص المناعة يساهم بشكل كبير في إحتقان الحلق والعديد من الأمراض الأخرى , حيث أن الجهاز المناعى هو المعني الأول بالحفاظ  علي الجسم من الإصابة بأى مرض أو إلتهاب, ويحدث نقص المناعة في حالات الأمراض المهاجمة للمناعة والتي تعمل علي إضعافها مثل مرض الإيدز , وكذلك مرض السل , ومرض السرطان وغيرها من الأمراض التي تهدف لتدمير الجهاز المناعي بشكل خاص .

أعراض إلتهاب الحلق عند الكبار

أعراض هذا الداء في البالغين كثيرة ومتعددة ,  وهي تتميز بكونها قد تتشابه مع أعراض لأمراض أخرى ,أو قد تكون بعضها مشتركة بين داء إلتهاب الحلق وبعض الأمراض الأخرى , ومن أهم الأعراض التى نلاحظها مصاحبة لإلتهاب الحلق , تغير نبرة الصوت فيصبح ثقيلاً ويكون ذلك ملاحظ بشكل كبير خاصة في السيدات , وهو يحدث نتيجة لإلتهاب الحلق وتورمه الذي قد يمتد ليضغط على الأحبال الصوتية فيؤثر على صوت المريض بشكل ملحوظ , وأحد الأعراض الرائجة ايضاً هو ظهور بعض الإلتهابات الفطرية على اللوزتين لدي الشخص المصاب كما تظهر كذلك بعض البقع البيضاء مما يشير إلى إحتمالية إمتداد الإلتهاب إلى اللوزتين وتكوين ما يعرف بالصديد ,كذلك يكون التهاب الحلق مصحوباً في بعض حالات إلتقاط العدوى البكتيرية برشح شديد مع إلتهاب في الجيوب الأنفية وقد يمتد في بعض الحالات الشديدة إلى إلتهاب القناة السمعية,وفي تلك الحالة يجب الإسراع في العرض على الطبيب المعالج ليقوم بإعطاء المريض النوع الذي يتناسب مع حالته من المضادات الحيوية (antibiotic)وقاتلات البكتريا والفطريات, كذلك يعد الصداع المزمن وتورم المنطقة المحيطة بالبلعوم من العلامات التي تشير إلى الإصابة بداء إلتهاب الحلق .

أعراض إلتهاب الحلق عند الاطفال

تعد أعراض إلتهاب الحلق لدى الأطفال من الأعراض التي غالباً ما يعاني منها الطفل مع وجود أى نوع من أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية , وأكثر هذه الأعراض شيوعا لدى الأطفال وخاصة الرضع هو الإصابة بالغثيان والبكاء المستمر نتيجة لشعور الطفل بألم وعدم قدرته على التعبير , كما أن حرارة الطفل ترتفع بشكل كبير وقد تصل في بعض الأحيان إلى الأربعين درجة مئوية ,و رشح شديد وسيولة للعاب الرضيع كلها تعد من أهم الأعراض الرائجة لهذا المرض لدى الرضع ,أما الأطفال التي تتراوح أعمارهم ما بين الثلاث سنوات فأكثر فتكون الأعراض هي فقدان الطفل لرغبته في تناول الطعام حتى مع أطعمته المفضلة ,والخمول الشديد لدى الطفل , مع ألم شديد في البلعوم وعدم قدرة الطفل على بلع الطعام بشكل طبيعي ,وكذلك إرتفاع ملحوظ في الحرارة , كذلك وجود ما يعرف بالتقرحات في الفم , مع رائحة فم كريهة ناتجة عن وجود البكتريا وخاصة النوع الشهير منها ”  “streptococcus

وهى تلعب أكبر الأدوار في الإصابة بداء إلتهاب,وإحتقان الحلق وفي حال لاحظت الأم الأعراض السابقة لدى الطفل عليها الإسراع بعرضه على طبيب مختص ,وذلك تجنباً لحدوث أى مضاعفات قد تؤثر على صحة الطفل .

تشخيص المرض

يعتمد تشخيص الطبيب لحالة المريض على ما يذكره له المريض من الأعراض التي يعاني منها فيما يعرف بسيرة المريض المرضية , وهذا يعرف بالتشخيص الأولي أو النظري , ولكن بالطبع بعد هذا التشخيص الأولي يلجأ الطبيب بشكل فوري إلى الفحص , حيث يقوم الطبيب بفحص بلعوم المريض وأجزاء من جهازه التنفسي كالحنجرة للتأكد إذا ما كان هناك عدوى بكتيرية , ومضاعفات , ووجود إلتهابات فطرية من عدمه ,وفي حالة إذا كان المريض قد سارع بعرض نفسه على طبيب معالج يكون المرض في بدايته فيشخصه الطبيب على إنه  نوع من الالتهابات التقليدية , ويكون من أبسط الأمراض وطرق علاجه يسيره جدا , فجرعة من المضادات الحيوية”antibiotics  “التي تناسب عمر المريض وحالته الصحية كفيلة بالقضاء على هذه العدوى وقتلها تماماً , أما في حالة تقاعس المريض عن العرض على طبيبه المعالج لسبب أو لآخر فإن الحالة تكون أحيانا متقدمة , ويشخصها الطبيب المعالج على إنها التهاب بكتيري حاد  قد يكون نشأ عن عدوى بكتيرية شديدة , وفي بعض الحالات المتقدمة يضطر الطبيب لأخذ عينة من هذا الإلتهاب “مسحة” للتأكد من نوع هذا الإلتهاب ومعرفة نوع البكتريا وإستخدام النوع الأنسب لها من بين المضادات الحيوية antibiotics””  والتي قد تؤخذ علي هيئة حقن عضلي أو وريدي في الحالات المتقدمة لسرعة فعاليتها وإستجابة المريض لها أسرع من الشراب أو الأقراص , لذا يجب علينا الإسراع بالفحص لدي المختص للوقاية من المضاعفات التي قد تؤثر علينا بالسلب وإتقاءاً لمشاكل صحيةأخطر .

أنواع إلتهاب الحلق

التهاب الحلق يشتمل فقط على نوعين

  • أحدهما هو الإلتهاب الناشئ عن إلتقاط العدوى البكتيرية ؛ ومنه النوع البسيط و النوع الحاد , والآخر هو الإلتهاب الناشئ عن إلتقاط عدوة فيروسية من الأجواء المحيطة في بيئة الشخص  , أما الإلتهاب الناشئ عن التقاط عدوى بكتيرية , فهو يعد هو أخطر أنواع هذا المرض وهو ينقسم إلى نوعين ؛ الإلتهاب البكتيرى الحاد وهذ النوع يتطلب كورس علاجى من المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية التى تعالج الأعراض الأخرى المصاحبة للإلتهاب كالرشح وارتفاع الحرارة والصداع المزمن وتورم الفك والرقبة, قد تصل مدته لبضع أسابيع للقضاء على العدوى البكتيرية الضارة تماما , والتأكد من عدم وجود أي بقايا لها قادرة على العودة . أما النوع البسيط من الإلتهاب البكتيري الناشئ عن إلتقاط العدوى هو يعد أبسط بكثير من الإلتهاب الحاد ويتماثل المريض فى وقت قصير نسبياً للشفاء بعكس النوع الحاد من هذا الإلتهاب
  • والنوع الآخر هو الإلتهاب الناشئ عن إلتقاط العدوى الفيروسية من البيئة المحيطة فالفيروسات هى كائنات وحيدة الخلية لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة فإحتمال تواجدها في الأجواء المحيطة يتزايد خاصة في البيئات التى تفتقر إلى الرعاية الطبية السليمة وسوء العناية بالنظافة وتطهير الأماكن التى قد تصبح مزرعة بكتيرية وفيروسية , وهذا النوع من العدوى يعد الأبسط بين أنواع الإصابة بإلتهاب الحلق المتكرر ,
    حيث أن الأطباء في تلك الحالة يقومون بإعطاء المريض بعض النصائح بالراحة لفترة من الوقت وتدفئة الحنجرة والبلعوم ببعض السوائل التى لها وسائل علاجية معروفة بالإضافة لكونها تعمل على تدفئة المناطق الملتهبة وتشعر المريض بالراحة كالزنجبيل والينسون وغيرها من المشروبات التى تشرب دافئة .وفى بعض هذه الحالات قد يحدث ويتماثل المريض للشفاء دون أخذ أي كورس علاجي ولكن هذا يعتمد على مدى تعمق الحالة ونوع الفيروسات بها , وهذا النوع ينشئ عنه أحيانا بعض السعال وخروج المخاط ولكن لا يحدث هذا في أغلب الحالات .

المضاعفات

من المعروف أن  أي تأخير في عرض الشخص المريض على مختص أو طبيب إستشارى يترتب عليه عدد كبير من المشكلات ,يتراوح عددها ,ومدى خطورتها على الوقت الذي يستغرقه المريض ليعرض نفسه علي الطبيب المختص , فكلما كانت المدة أقل كلما كانت الأضرار أقل بكثير .

وإلتهاب الحلق المتكرر والذي قد يتجه لمنحنى  الأمراض المزمنة, قد يصيب الشخص المريض بالعديد من المشكلات الصحية التي تساهم بشكل أكبر في إضعاف مناعته وتدميرها تماماً مع الوقت , وذلك نظراً لوجود البلعوم والحلق في منطقة حساسة جداً في وضعها بالنسبة لجسم الإنسان , فهي علي إتصال مباشر بكلا الجهازين الهضمي والتنفسي  كما أنها تتصل بالحنجرة وهي المسئولة عن الصوت لدي الإنسان , كما تتصل بالجهاز السمعي مما يجعل أضرار ومضاعفات الإصابة بها بالغة ,فعلى سبيل المثال إذا بقيت العدوى التي يعانى منها المريض  في تلك المنطقة بلا علاج أو أي رعاية طبية , يترتب على ذلك أن الإنسان يتضرر جهازه السمعى ويحدث به عدة إلتهابات قد تؤثر مع الوقت على حاسة السمع لدي الإنسان , وكذلك العدوى البكتيريا قد تنتقل مع الغذاء الذي يحمل البكتيريا نتيجة إحتكاكه بالبلعوم أثناء البلع  , وهذه العدوي قد تنتقل إلى الدم مسببة أضرار عدة لحامل العدوى ,علاوة على ذلك قد يتأثر الجهاز التنفسى سواء الحنجرة أو بقية الأجزاء , فالإلتهاب الشديد يضغط علي الأحبال الصوتية والتي هي بالأصل حساسة جدا مما يؤثر بالسلب علي صوت الإنسان ويتسبب له في الإحراج في كثير من الأحيان , كما أن الإلتهاب المزمن قد يتسبب في انتفاخ وتضرر اللوزتين , وفي بعض الحالات يتسبب ذلك في إخراج الصديد الذي يسبب أضراراً جسيمة لجميع أجهزة الجسم خاصة الجهاز الدورى وبالخصوص القلب , والجهاز المناعي فيعمل علي إهلاكه وقتل المقاومة لأي مرض , كذلك فإن من أشهر أخطار هذا الصديد هو الإصابة بما يعرف بال” Rheumatism”

إلتهاب المفاصل الروماتيزمي , والذي يؤدي إلي مواجهة صعوبة كبيرة في تحريك المفاصل , والآم شديدة قد لا يتحملها بعض المصابين بها ,كما يعاني ايضاً بعض المصابين بداء إلتهاب الحلق بوجود بعض الخراريج أو ما يعرف بالدمل في مناطق سطحية لكن في محيط منطقة البلعوم , مثل بجوار الأذن , أو في منطقة الفك وهو انتفاخ مؤلم في محيط المنطقة المصابة يشير إلي وجود إلتهاب بها

كل تلك الأعراض والمضاعفات يزداد خطرها لدى الحالات المتأخرة لذلك لا بد من الإسراع لزيارة الطبيب في حال وجد أي من هذه الأعراض أو جميعها مجتمعة للإطمئنان وأخذ الإجراءات اللازمة لكي يستعيد المريض صحته سريعاً.

طرق الوقاية

من أفضل طرق الحفاظ علي صحة الإنسان هى محاولة الوقاية من الأمراض المختلفة وتجنب مسبباتها بوجه عام , فكلنا يعلم أن محاولة إتقاء المرض أفضل بكثير من أن نقع في مشاكل علاجه التي لا تنتهي , لذلك لا بد من التنويه على طرق الوقاية من داء إلتهاب الحلق واحتقانه , وتتعدد سبل الوقاية من هذا الداء وكلنا نستطيع القيام بها حيث تعتمد في الدرجة الأولى على

  • الإهتمام بنظافتنا الخاصة وعدم الإهمال بها تجنباً لإنتقال البكتريا إلينا وكذلك الجراثيم والفطريات والفيروسات و كل مسببات هذا الداء حفاظاً على صحتنا.
  • كما أن عادة التدخين اللعينة والتي تلعب دور شبه رئيسى في إنتقال الأمراض وتوارثها كذلك والإصابة بعدوى ضارة وشديدة في معظم أجزاء الجهاز التنفسي لدى الإنسان, علاوة على كثير من الأمراض التي تدمر جهاز المناعة لدى الإنسان شر تدمير
  • الإمتناع التام عن خلط المستخدمات الشخصية لأكثر من شخص داخل أفراد العائلة من فرش الأسنان وغيرها من الأشياء فكل شخص يجب عليه أن يقصر إستخدامه على حاجياته الشخصية فقط لا غير لتجنب إنتقال أي نوع من أنواع العدوى سواء البكتيرية منها أو الفيروسية .
  • الابتعاد التام عن المناطق السكنية الممتلئة بالناس والتي تساهم بدرجة كبيرة في تفشي الأمراض وانتشار الأوبئة , وفي حالة الإضطرار للتواجد بها يمكن إستخدام الكمامة الطبية لتساهم في الوقاية من الأمراض وإيقاف إنتشارها .

علاج إلتهاب الحلق

علاج إلتهاب الحلق يختلف من مريض لمريض آخر , حيث أن حالة المريض الذي ألتقط عدوى بفيروس ما مهما كان مصدره , فأن أغلب الحالات ينصح فيها الطبيب المعالج بالإسترخاء والتوقف عن إجهاد جسد المريض وكذلك ينصح الطبيب ببعض السوائل التي تلطف الحرقان والحكة وتساعد على تخفيف الإلتهاب وبعض الأعشاب ذات الفوائد الكبيرة في الطب .

أما في حالات الإصابة الناجمة عن إلتقاط العدوى البكتيرية  , ففيها ينصح الأطباء بأخذ كورس علاجي من المضادات الحيوية

“Antibiotic مع بعض الأدوية المختصة في تخفيف الألم وتسكين موضعه لدى المريض,كما أن العلاج العشبي في كثير من الأوقات يجدي ويعطي نتائج مرغوبة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى