علاج الوسواس القهري

الوسواس القهري هو نوع من أنواع الاضطرابات التي تحدث نوع من أنواع الخوف لدى الإنسان، لأنه يبث لعقل الإنسان العديد من الأفكار المخيفة الغير منطقية، وتؤدي إلى تصرفات خارجة عن إرادة المصاب بالوسواس القهري، ويكون المريض بذلك المرض مدرك لما يتم فعله، ويرغب في تغيره ولكن الأمر يزداد حينها صعوبة , فالوسواس القهري يجعل لدى المصابين به غير مهتمين بما يسببوه لغيرهم، فمثلاً الخوف من العدوى أو ما يسمونه بفوبيا النظافة، حيث يقومون بغسل كل شئ أكثر من مرة، والقيام بغسل أيديهم بالماء والصابون لمرات متتالية، فمن الممكن من جراء فعل ذلك بكثرة أن يصيبوا أنفسهم بالجروح، على الرغم من أن تلك التصرفات تمثل الضيق لفاعلها، غير أنها تحدث منه بدون سبب واضح لديه.

علاج الوسواس القهري:

ما هي أسباب الوسواس القهري:

أثبتت الأبحاث التي تم إجرائها عن البحث سبب وجود الوسواس القهري ولم يكتشف سبب محدد، ولكن تم الكشف عن عدة عوامل على أساسها يتم الإصابة بذلك المرض ومنها:

  • عوامل عصبية:

تم عمل عدد من الأشعة على عدد من المصابين وعدد من الغير مصابين لكشف الاختلاف بينهم ومعرفة الفرق، أثبت خلالها الباحثون عن أن الاختلاف يوجد في السوائل الكيميائية الموجودة لدى المخ، ولم يتم التوصل لنوع الاضطرابات التي تحدث للمريض.

  • عوامل وراثية:

يعد الوسواس القهري من المعروف امتدادها بين أفراد العائلة الواحدة، لأن ذلك مرتبط بالجينات الوراثية،ومع ذلك لم يتم تحديد أي نوع من الجينات المسؤل عن نقل تلك العادة.

وقد تم إجراء فحوصات على بالغين توائم وأثبتت أنه من المحتمل أن يتم توارث ذلك المرض بالجينات، وقد أثبت أن نسبة أعراضه في الفحوصات تتراوح بين 27%ـ 47% .

  • عوامل مناعية:

قد ينتج الإصابة بالوسواس القهري عن ظهور عدد من الاضطرابات لدى بعض صغار السن تنتج عن إصابتهم بالبكتريا العقدية، حيث تعمل هذه الإصابة على  وجود خلل في الوظائف الموجودة في العقد القاعدية.

  • عوامل سلوكية:

أثبتت الفحوصات التي تم إجرائها من قبل باحثي السلوكيات، أن من يعانون من الاضطرابات يقومون بربط المواقف التي تحدث معهم بالخوف، كما يقومون بالتدريب على تحمل المواقف القوية مثل انتهاء علاقة ما أو عند ابتداء مرحلة مهمة بالحياة، ويبدأ المصاب بتجنب بعض المواقف حتى لا يصاب بالخوف.

  • عوامل أخرى:

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري، مثل: تواجد إصابة ارتجاج المخ، و حدوث قلق شديد في البيئة المحيطة، ومن الممكن أيضاً عند وجود ضغوطات تحدث بين الأشخاص يسيئوا فهم أفكار بعضيهما.

ما هي أعراض الوسواس القهري:

ليس للوسواس القهري أعراض مستمرة بل من الممكن أن يتواجد ذلك العرض في وقت معين ويزول، ليس بشرط أن يظل ملازماً له لفترة كبيرة، فمثلاً:

  • الخوف من التلوث والجراثيم وانتشار العدوى بين أفراد الأسرة.
  • العمل على ترتيب المنزل والأغراض بشكل مبالغ فيه ومنه أي أحد أن يقوم بلمس تلك الأغراض.
  • غسل الأيدي عدة مرات متتابعة دون عمل شئ يستدعي لذلك.
  • انبعاث داخل العقل أفكار محرمة متعلقة بالجنس يحرمها علينا ديننا الحنيف.
  • وجود رغبات عدائية في داخله لارتكاب جرائم وحركات هجومية على أشخاص بأعينهم، ربما لا يكون بينهم صلة من قبل.
  • عدم التأكد من الأشياء التي قمنا بها مثل التأكد من غلق الأبواب عدة مرات، وغلق محابس الغاز وغيرها من تلك الأمور.
  • في بعض الأحيان يكون هناك غمز بالعين متكرر أو اهتزاز الأكتاف، والرأس، والقيام بهز الأرجل بسرعة كبيرة.
  • وأخيرا العادات والتقاليد المحيطة بنا تعد من أهم المشاكل التي تصيبنا بالأمراض، فمثلاً انبعاث الشكوك عدم الثقة في كل ما يحيطك، على المريض عدم الانسياق وراء تلك الأفكار بل علية التفكير في غير ذلك لتجنب تلك المشكلة.

طرق علاج الوسواس القهري:

يتم القيام بعلاج الوسواس القهري عن طريق العلاج الدوائي أو عن طريق العلاج النفسي، وعلى الرغم من وجود استجابات كبيرة لعلاج ذلك الوسواس إلى أنه من الممكن أن يترك أثاره على نفسية المريض.

  • العلاج الدوائي:

يتم استخدام لعلاج الوسواس القهري عقار يطلق عليها اسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية،وتندرج تلك العقاقير تحت بند مضادات الاكتئاب، ولكن ذلك ليس بالعلاج الفعلي لأن أدوية الاكتئاب غير مجدية لعلاج الوسواس، لأنه لا يوجد علاج للوسواس، ولكن يتم إعطاء السيروتونين ليقوم بعمل موازنة حين وجود خلل عصبي بالمخ.

ومن الدارج أن يتم حدوث اكتئاب نتج عن الإصابة بالوسواس وزيتم في هذه الحالة علاج الحالتين سوياً، ولابد من تناول ذلك العقار يومياً وبصورة منتظمة، لا عند الشعور بالتوتر لابد من الانتظام بالكورس كامل.

ويجب تناول تلك الأدوية حسب الجرعة التي بتلك تحديدها من قبل الطبيب المعالج، حتى يعمل على الحفاظ بالنسبة السيروتونين بصورة طبيعية، للحفاظ عل المصاب من أي شئ من الممكن فعله بنفسه، ويجب على المريض مناقشة الأعراض الجانبية للدواء لإيجاد حل للأعراض الجانبية فمن الممكن تغيير الجرعة أو تغيير نوع الدواء ومن الجدير بالذكر أن من يستجيبون بالدواء سبعة من ضمن عشرة من المصابين.

العلاج النفسي:

يعتبر العلاج النفسي من أهم العلاجات المستخدمة لعلاج الوسواس القهري، ومن أكثر أنواعه للوسواس القهري فاعلية في علاجه، حيث يتم الإشارة إلى الجزء المراد بالتعرض إلى  المواقف التي تعمل تحريض الهواجس والتصرفات الغير مسئولة.

ويتم فعل كل ذلك عبر استشارة الطبيب المعالج في بادئ الأمر ، حتى يتم التعود من قبل المريض على تمرين نفسه والعمل على سيطرة أعصابه على ما يقوم بفعله، وضبط انفعالاته، ويعد هذا النوع من العلاج كتحدي لمريض الوسواس القهري، حيث يعمل ذلك على إزالة القلق شيئاً فشيئاً، ليتناسب لردة فعله مع الموقف الذي يتعايش فيه، ويعود المريض على عدم الاستسلام للخوف، ومع الوقت والتمارين سيتم ضبط المريض من انفعالاته والسعي وراء عدم فعل أي من التصرفات المزعجة والأفكار المشينة.

علاج الوسواس القهري بالقران الكريم:

الوسواس يعني تمادي الأفكار السيئة في خاطرك وبشكل مخيف، حيث من الممكن أن يؤذي الإنسان نفسه لو تمادى مع ذلك الوسواس وطاوع عقله،فلا يوجد أفضل من القران الكريم لكي يخلصنا ويحمينا من تلك الشرور فالقران راحة للنفس وصفاء للذهن.

كل ما عليك فعله هو التوضؤ والجلوس ناحية القبلة من باب التأدب مع الله، وثانياً يجب وضع يدك ناحية صدرك وعليك بإغماض عينك، وتعمل على إراحة ظهرك وعدم الجلوس بشكل غير معتدل، ثم تبدأ بالصلاة على رسولنا الكريم  خاتم النبيين وخير المرسلين ثلاث مرات متتالية.

ثم عليك بقراءة سورة الفاتحة مرة وقراءة سورة الزلزلة ثلاث مرات ومن ثم قراءة سورة الفلق والناس والإخلاص كل منهم ثلاث مرات، وأخيراً عليك بترديد ذلك الدعاء” سبحان الملك القدوس الخلاق الفعال إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز” تسع مرات متتالية، ومن ثم عليك بالصلاة على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.

زر الذهاب إلى الأعلى