اقوال رضوى عاشور

ولدت رضوى عاشور في القاهرة لعام 1946م، ودرست رضوى عاشور اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة القاهرة، وحصلت رضوى عاشور على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة القاهرة أيضاً، وبعدها انتقلت رضوى عاشور إلى الولايات المتحدة الامريكية لكي تحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس وحصلت على الدكتوراه بسبب أطروحة كانت حول الأدب الإفريقي الأمريكي، ونشرت رضوى عاشور أول أعمالها النقدية في عام 1977 وهو الطريق إلى الخيمة الأخرى، وحول التجربة الأدبية لغسان كنفاني، وفي عام 1978 قامت بإصدار كتاب جبران وبليك باللغة الإنجليزية وهي الدراسة النقدية التي حصلت من خلالها على درجة الماجستير، ولها العديد من الكتب المختلفة التي يفضلها القراء كثيرًا وينتظر كل جديد من كتباتها.

اقتباسات رضوى عاشور

هل يضحك الانسان بعد أن تمر وطأة اللحظة ، أم يضحك وهو فيها لأن الضحك سلاح غريب ، سحري ، لا يريق الدماء، ولكنه يحمي وأيضا يقلب معادلة الغالب والمغلوب.

في الوجه هدوء غريب لا أمتثله هل هي الشيخوخة وبعد المسافة، أم حكمة في نهاية المطاف ؟

ترى أن حكمة “من جد وجد، ومن زرع حصد” لم تعد سوى عبارة ساذجة تزين كتب القراءة الرشيدة لأطفال الأول الأبتدائي .. يكبرون قليلا ليكتشفوا أنها لم تكن سوى خدعة من الخدع المتعددة التي تحتفل بها كتب مدرسية ألفها رجال طيبون أو بلهاء أو محترفون للكذب.

أمسى البكاء مبتذلاً، ربما لأن الدموع صارت تستحي من نفسها، لا مجال

كيف يحتمل كتاب صغير أو كبير آلاف الجثث . قدر الدم . كم الأنقاض . الفزع

من يعلن الفرح فى موكب الجنازة مجنون

الأمهات يمتن مبكراً ..حتى إن أمتد بهم العمر الي الثمانين !!

الصغار الذين يواجهون الدبابة في فلسطين يفعلون عملا جنونيا . يختارون لحظة مطلقة من المعنى و القدرة ؛ حرية مركزة و بعدها الموت . يشترون لحظة واحدة بكل حياتهم. هذا جنون ، و لكنه جنون جميل لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز و المهانة

كأن الشيخوخة سكنت روحه وراحت تنتشر فى جسده كالورم الخبيث

هل يمكن قراءة المستقبل في وجوه صبية يمشون في جنازة؟

لا شيء مستحيل في حكم القوي على الضعيف.

وعلى الضيف ألا يطيل الزيارة وألا يفرط فى الأكل

ألمها الذي بدا فائرا في الأيام الأولى .. سكن وتحول إلى حزن صافٍ تتركز في قاعه ركدة ثقيلة وداكنة , كركدة القهوة المُرة التي تشربها مغلية مرات لا تُحصى في الليل والنهار.

طوبى لمن حافظ على سلامة عقله و روحه في زمن الريح الصفراء و انتشار الطاعون

أقول للطبيب: أشعر بالخوف، في الصحو والمنام .. ربما أطير لأنني خائفة، ولكن عندما أطير أتخفف من خوفي .. لا أعود أنتبه لوجوده , وحين يغلب الخوف أجد نفسي غير قادرة على الوقوف أو المشي , أتمترس في السرير .. يبدو الذهاب إلى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة , أتحاشى الخروج ما أمكن , أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة لأنني بعيدة عنهم في الوقت نفسه .. لحظة استيقاظي من النوم هي الأصعب , يستغرقني الاستعداد للخروج إلى العمل ساعتين، لا لأنني أتزيّن وأتجمل بل لأنني لا أكون قادرة على النزول إلى الشارع والذهاب إلى الوظيفة ولقاء من سألتقي بهم , وحين أذهب إلى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً، أو كأن حالتي في الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات .. أسميت شعوري خوفاً ولكنني لست متأكدة من دقة التوصيف، ربما هو شيء آخر، إعراض أو توجس أو شعور مختلط لا يشكل الخوف إلا عنصراً واحداً من عناصره .. لا أدري.

تركته ومشيت في طريقي إلى البيت بهدوء واتزان .. كأنني لم أكن أركض تجاه رجل أحبه فاصطدمت بجدار من زجاج شج رأسي وجرحني وترك كدماته الزرقاء تعلم في جسدي.

في البدء الحب الأعمى وبعدها الارتباك، صغر السن وانعدام الخبرة بالحياة واهتزاز الثقة في النفس تطيل المراحل وتصعب الانتقال, ولم يكن الانتقال سوى حب مكلف يشكك نصفه الأعمى فيما يراه نصفه البصير

ما المنطق في أن أركض وراء الذاكرة وهي شاردة تسعى إلى الهروب من نفسها، شعثاء مُعَفّرة مُروَّعة مسكونة بِهول ما رأت ؟

هل هو شر لا يحكمه منطق سوى الأذي أم أن الأسباب مستغلقة عليه؟

تعلمك الحرب أشياء كثيرة , أولها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدر الجهة التي يأتي منها إطلاق النيران، كأنما صار جسمك أذنا كبيرة فيها بوصلة تحدد الجهة المعينة بين الجهات الأربع، أو الخمس، لأن السماء غدت جهة يأتيك منها أيضا الهلاك.

هذه النجوم في السماء هي أرواح أحبابنا الذين ذهبوا، نارها عذاب الفراق، ونورها شوق الوصل والتلاقي.

يالله حجابك رغم هذه السماء الصافية كثيف ، توجتني بتاج العقل ، وأبقيتني طالباً فقيداً يعجزه المسطور في الكتاب ، هل أودعت يا رب هذا القلب جواب السؤال ؟ وكيف أشق صدري وأغسل قلبي من كل شائبة ، فيصفو كما المرآة وينجلي ، فأشاهد فيه معنى الحكاية والهدف؟!

النسيان أمر مراوغ , يبدو للمرء أنه نسى, يظن أن رغبة ما, فكرة ما , واقعة ما سقطت منه , ضاعت؛ والدليل غيابها الكامل عن وعيه, يتطلع إلى ذلك النهر فيرى عليه ألف شيء , مراكب كبيرة وصغيرة, بشرا عديدين , قشة تطفو على السطح أو مخلفات لا قيمة لها ثم ينتبه ذات يوم ان ذلك الشيء يطفو فجأة كأنه كان محفوظا هناك في القاع مغمورا بالماء مستتبا كشجيرة مرجان او لؤلؤة مستقرة في محارة .. النسيان أمر مراوغ.

هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع .. لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ .. لا يسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح .. يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار .. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة.

كأن الايام دهاليز شحيحة الضوء كابية , يقودك الواحد منها الى الاخر فتنقاد , لا تنتظر شيئا.. تمضى وحيدا وببطء يلازمك ذلك الفأر الذى يقرض خيوط عمرك , تواصل .. لا فرح , لا حزن , لا سخط , لا سكينة , لا دهشة أو انتباه .. ثم فجأة وعلى غير توقع تبصر ضوءا تكذّبه ثم لا تكذّب , وقد خرجت الى المدى المفتوح ترى وجه ربك والشمس والهواء , من حولك الناس والاصوات أليفة تتواصل بالكلام او بالضحك , ثم تتساءل: هل كان حلما او وهما؟ أين ذهب رنين الاصوات , والمدى المفتوح على أمل يتقد كقرص الشمس في وضح النهار؟؟ تتساءل.. وأنت تمشى في دهليزك من جديد.

..هناك إحتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة ، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا

الحياة واسعة وضيقة , لما نكون فيها نزرع ونقلع ونربّى ونكبّر ونشيل ونحط ونروح ونرجع ونطلع وننزل ونحب ونكره ونحمل الهم وننتظر الفرج ، تكون واسعة .. و لأننا فيها، عن يميننا ناس وشمالنا ناس وفوقنا ناس وتحتنا ناس، الكل مهموم أو فرحان والكل فيها .. تبقى واسعة .. ولو وقفنا بعيد، نقول ضيقة مثل خرم الابرة ، ونقول ايه يعني نعيش عشان نموت ، ونبني والبنا نهايته هدد ، ونعمر والريح تاخد ، ونكبّر ونفتح كفوفنا نلاقيها فاضية .. أنا بقول نعيشها نشوفها واسعة حتى لو ضاقت ، ولما نفكر فيها من بعيد نشوفها خانقة وضيقة ولا معنى ولا لزوم

لا أرض بلا سماء: يا أحكم الحاكمين يا صاحب الزرقاء العالية يا وعد الحق… يا الله

زر الذهاب إلى الأعلى