قصص

قصة عن الامانة (الأمانة لا تشترط أن تكون غنياً)

هو رجل فقير ولكن نفسه عزيزه نفسه كبيرة في ذات يوم وكعادته ركب سيارة الأجرة التي تقله من بيته إلى عمله الجميع يعلم حاله يعلم فقره وعدم سؤاله للناس يعلم عزة نفسه وعدم هوانها عليه حتى سائق الأجرة كان يعلم بفقره وكان دائما ما يرده في دفع الأجرة إلا أن هذا الرجل كان لا يقبل إلا أن يعطي السائق حقه لم ينجح معه السائق أبدا في أن يوصله دون أن يأخذ منه الأجرة وأغلب الركاب يعرفون حالته ويعرضون عليه وبشده وإصرار أن يدفعوا له أجرته إلا أن شدتهم وإصرارهم لم يغلبوا عزه نفسه وقيمتها عنده وفي يوم من الأيام استغل السائق موقف حدث وهو أن هذا الرجل لم يكن يملك إلا مبلغا أكبر من قيمة الأجرة .

أعطى السائق المبلغ كاملا وطلب منه ان يأخذ أجرته ويعيد الباقي لم يفوت السائق هذه الفرصة بأن يساعد هذا الرجل حتى ولو بشيء يسير لا يغني شيئا أظهر السائق للرجل أنه يأخذ أجرته وردها له بزيادة بطريقة مبعثرة حتى لا يعرف الرجل .

ذهب الرجل وذهب السائق وهو فرح لأن الرجل الفقير لم يلاحظ شيئا .

ذهب الرجل إلى عمله وفي أثناء عودته العى منزله كان يرغب بشراء بعض ما يحتاجه المنزل والأولاد أخرج المال من جيبه وتعجب لزيادته عما يعلم بما في جيبه ظن أن السائق أعطاه هذه الزيادة سهوا وخطأ وفي وقت العودة إلى المنزل ركب السيارة وعند نزوله رد إلي السائق أمواله وهو يقول له يا بني لقد أخطأت في إعادة الباقي فالباقي كان أقل مما أخذت منك في الصباح تعجب السائق لحرص هذا الرجل وشدة أمانته .

قال السائق للرجل ياعم لم أعطيك الزيادة سهوا وإنما تعمدت ذلك فاقبلها مني كهديه صغيرة أمام أمانتك وعظيم نفسك وجمال مراقبتك لله عز وجل في حق بسيط فكيف لو كان كبير قبل العم الهدية على مضض وتردد.

ومضى في طريقه آبيا أن لا يقبل إلا حقا ولا يطعم صغاره إلا حلال وفي مساء ذلك اليوم ركبت سيارة الأجرة نفسها سيدة يظهر على هيئتها العيش الهنيء و الحياة المستقرة ماديا نزلت هذه السيدة و نسيت حقيبتها في السيارة كان في الحقيبة كل ما تتمناه نفس هذا السائق إلا أن كرامته وعزته وأمانته أكبر بكثير مما تتمناه النفس في مساء اليوم التالي انتظر السائق في نفس المكان التي ركبت منه تلك السيدة عله يجدها عندما تخرج من عملها مثل الأمس خرجت السيدة من عملها ذهب السائق إليها مسرعا وفي يده حقيبتها سلم إليها حقيبتها فرحت هذه السيدة كثيرا وشكرته شكرا يليق بأمانته وحفاظه على الأمانة همّ الرجل بالذهاب ليكمل مسيرة يومه في عمله وهو لا يرى أنه فعل شيئا كبيرا فهو فقط أعاد الحق لأهله دعته تلك السيدة وقالت له انتظر سأركب معك ركبت معه وعند وصولها إلى حيث نزولها أخرجت من حقيبتها مبلغ ثمينا كبيرا في نظر هذا السائق البسيط

لم يقبل الرجل و أخبرها أنه لم يفعل شيئا يستحق أن يأخذ عليه أجرا ولسان حاله يقول لا نريد منكم جزاء ولا شكورا أصرت عليه تلك السيدة ونزلت مسرعة وتركت المال أخذها السائق وهو فرح وشكر ربه أخذ المال وعندما بدأ يقلب فيه وجده أضعاف تلك الهدية التي أهداها لذلك الرجل الذي ركب معه صباحا تذكر عظم الأمانة وعظم الصدقة وأن الله لا يضيع أجرا أبدا نعم هي الأمانة التي لا تشترط غناك عما بين يديك وهو من حق غيرك.

نعم الأمانة شيء كبير من التقوى لأنه بين العبد وربه خالصة.

مليئة تلك الصفة بعزة النفس وجمالها وخلوها من الدناءة .

الأمانة ليس فقط كما ذكر في القصة 

حفاظك على أداء عباداتك ووالديك لا يرونك أمانة .

وإعادة ما وجدته بالخطأ في حقيبتك وهو لصديقك أمانة . وقول كلمة الحق والصدق أمام الآخرين أمانة.

وصفاء نفسك وخلوّ قلبك من الحقد أمانة .

والواجب الذي يكلفك به معلمك أمانة .

ودفعك أجرة سائق السيارة العمومية وهو لا يراك عند نزولك أمانة .

فالأمانة شرف وعزة صفة عظيمة كبيرة .

لا يفعلها إلا كبيري النفوس . ولولا عظم الأمانة لما أبت السموات السبع والأرٰضين والجبال عن حملها قال تعالى ..

{{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) }}

فحمّلها الله للإنسان فلا تكن ممن هم ليسوا أهلا لهذه الأمانة وكما أن للمظهر جمال بالهيئة . فإن للنفس جمال وروعة وعزة بالأمانة.
حافظوا على أمانتكم مهما قست الظروف ومهما صعُبَت المحن .
حتى وإن لم يعرف عنك أحد أنك أمين .
يكفيك أن الله يعلم عنك جمال نفسك. وكفى بالله شهيدا .

القصة تأليف : أ : سمية سليمان

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى