اقوال الشاعر وديع سعادة

ولد الشاعر الكبير وديع سعادة في السادس من يوليو عام 1948م، في قرية تسمي “شبطين” تقع في شمال لبان، فقد عمل وديع سعدة في الصحافة العربية في كلًا من لندن وباريس وبيروت وكان ذلك لفترة طويلة وكان محبًا لهذا المجال الذي يعمل مما جعله يبدع به كثيرًا، حيث انه قد هاجر إلى استراليا وذلك كان في أواخر عام 1988م، ولقد ترجم العديد من أعماله إلى لغات مختلفة منها الفرنسية والانجليزية والألمانية بسبب أنها كانت مميزة وحققت الكثير من النجاحات وحازت على إعجاب الكثير من الأشخاص مما دفع الكثير إلى الاهتمام بترجمة هذه الكتب إلى لغات أخرى وهذا زاد من نجاحها.

اقتباسات الشاعر وديع سعادة

“هذه البحيرة ليست ماء. كانت شخصًا تحدثتُ إليه طويلاً، ثم ذاب!”

“ الذين ألِفناهم شجرًا باسقاً صاروا قشًّا حين حزنوا”

“مئات الصفحات مئات الصفحات كي يقول كلمة ولا يقولها. ”

“وهذه العاصفة في الرأس كيف لا تحرّك غصنًا؟”

“هل كان عليَّ أن أرتطم بنفسي كلَّ هذا الوقت، ويرتطمَ كلُّ شيء بي، لكي أصير في النهاية فريسة صامتة؟ ألم يكن في وسعي، من زمان، أن أخفّف عن هذا العالم الضاجّ، صوتًا؟”

إنّها محاولةُ الدخول في عنق الحب الذي يندلق خارج فمي أو التقاطُ نجمةٍ كساعةٍ مخرَّبة في صندوق الامل ثم الوقوف والالتفاف نحو مزرعةٍ شحيحةِ البصر تعبر فيها الفصول بقليلٍ من التعاسة

“في عيونه غيوم ويحدّق في الأرض علَّها تمطر *”

“الحكاية أَن لا حكاية
تلك التي قالها القبطان كانت خرافة
كي يسلِّي المسافرين في المحيط المديد
والحكايةُ الأخرى كانت خرافة أيضاً
كي يسلِّي الذين يغرقون.

الحكاية أنْ لا أحد في البستان
ولا أحد في الخيمة
ومن كان ينام ويزرع كان خيالاً
لا خيمة ولا بستان لكنْ قيل ذلك
كي يظنَّ الشجر أنَّ له ظلاً
ويظنّ التراب
أنَّه أُمّ.

الحكاية أَنْ لا أُمَّ
ولا قبطان ولا مركب ولا ظِلَّ
ولا حكاية.”

“أيّ حلم وكلّنا على قارعة الطريق نلملم انهيار الوجوه.”

“الأكثر جمالا بيننا، المتخلي عن حضوره. التارك فسحة نظيفة بشغور مقعده. جمالا في الهواء بغياب صوته. صفاء في التراب بمساحته غير المزروعة”

“الذين بلا رغبات هم الأحياء حقًا. لا شيء يقتلهم ولا يتركون ضحايا.”

“بين هذه الجدران أمضيتَ حياتك. وُلدتَ في الزاوية،وأقصى رحلة كانت من الجدار إلى الجدار.”

“نتسلّق ضحكاتنا لأنّ صراخنا شاهقُ جدًا.”

“ الأيام كثيرة، لكن الحياة قليلة. تتأجّل من يوم إلى يوم. وحين لا يبقى غير يوم تتدفق كلها إليه علّها تحيا فيه…”

“في قلبه ضجيج كأنَّ مسافرين يحتفلون في حافلة في قلبه ولا يعرف حافلة ولا مسافرين ولا يدري أنَّ في قلبه طريقاً.”

“خطوة واحدة واحدة فقط كان عليه أن يمشيها بعد كي يرى.”

“المتعبون في الساحة، وجوههم ترقُّ يومًا بعد يوم، وشَعرهم يلين في هواء الليل و الأضواء الخفيفة، وحين ينظرون إلى بعضهم ترقُّ عيونهم أيضًا إلى درجة أنهم يظنون أنفسهم زجاجًا …وينكسرون”

“إنهم يتساقطون، الواحد تلو الآخر، المتشبثون بالإقامة. يتساقطون بأوطانهم التي صارت وهما. بانتماءاتهم التي صارت كذبا.”

“الذكرى ثلج لا يُضمن الوقوفُ فوقه طويلاً إرحل.”

“كلما ازددنا معرفة ازددنا شكًّا، فكل معرفة شك.
ومن يعرف أكثر يقلق أكثر، وييأس أكثر، ويهلك أكثر”

“كأنَّ الاحتفاء بالذات لا يتمُّ إلا بالعزلة. كأنَّ الاحتفاء بالحياة لا يكون إلا بالصمت.”

وحدث أني في أحد الأيام اكتشفتُ الصبر تحت شجرة

“كيف يمشي واحدٌ إذا فقد شخصًا! أنا، حين فقدت شخصًا، توقفت. كان هو الماشي وأنا تابعه. كنت الماشي فيه.و حين توقَّف، لم تعُدْ لي قدمان.”

“كتبَ اسمَهُ على الحائط كي يتذكّر العابرون أنه مرَّ من هنا كتبَ اسمَهُ وذهب وحين عاد حاول عبثاً أن يتذكَّر من هو هذا الاسم المكتوب على الحائط. ”

“لا ترمِ شيئاً قد يكون ما ترميه قلبك.”

“ ليس عندي ما أقوله. فقط أريد أن أتكلم، أن أصنع جسراً من الأصوات يوصلني بنفسي. ضفتان متباعدتان أحاول وصلهما بصوت. الكلمات أصوات. أصوات لا غير. هكذا هي الآن، هكذا كانت دائماً. أصوات لا نوجهها إلى أحد. نحن لا نكلم الآخرين. نكلم فقط أنفسنا. ”

“العابرون سريعًا جميلون. لا يتركون ثقلَ ظلّ. ربما غبارًا قليلاً، سرعان ما يختفي”

“لو يصمت العالم الضاجُّ، قليلاً. ماذا يحدث لو صمت العالم؟ لو اختفى ضجيج البشر لحظة؟ أما كانت الأرض تستعيد بعض فتوَّتها، بعض صحتها؟”

في النهار الأخير لا يتكلمون. فقط يصمتون ويغادرون

إذنْ رأيتُ نفسي كمعطفٍ مثقلٍ بأوحال النهار أقفُ أمام صبّاغ المساء المقفل

“لا أعرف كيف لا تتوقف أرجلنا عن المشي حين نفقد شخصًا نحبُّه. ألم نكن نمشي لا على قدمينا بل على قدميه؟ ألم تكن النزهة كلها من أجله؟ ألم يكن هو النزهة؟”

“الذين يصمتون يرتفعون عن الأرض قليلاً، لا تعود أقدامهم وأجسادهم ملتصقة بها. الذين يصمتون ينسحبون من جمهرة الأرض كي يحتفوا بذاتهم. كأنَّ الاحتفاء بالذات لا يتمُّ إلا بالعزلة. كأنَّ الاحتفاء بالحياة لا يكون إلا بالصمت.”

“ترك أعضاءه ومضى. بلا قدَم ولا يد ولا قلب ولا أحشاء. قال سأكون خفيفاً هكذا، وراح.
الريح التي لعبت بشَعره ذات يوم تلعب الآن بفراغه.
خفيفٌ حتّى الإنهاك من مشقَّة الخفَّة. تائهٌ حتّى الطفْح بكثرة تشعُّبات الفراغ.
لا، ما هكذا، قال. ما هكذا يكون الضجر الشريف
ومَدَّ فراغاً منه إلى الوراء، كما كان يمدُّ يداً، لالتقاط شيء
مَدَّ تجويفَ نظرة
مَدَّ تخيُّلَ صوت.
الوراء بعيدٌ جداً، الأمام بعيد جداً. لا عودة، لا وصول.
لكنّه ليس ذاهباً إلى مكان
ولا يذكر أنّه ترك أعضاءً ولا يشعر أنّه خفيف
لم يكن ضجراً من مكان ولا مكان له كي يتركه ولا مقصد كي يذهب إليه
ولم ينتبه إلى نظرة خرجت منه إلى ناحية أخرى
ولا خيالَ صوتٍ له
ولا يقوى على مدّ فراغ.”

زر الذهاب إلى الأعلى