أبو الفتح البُستي هو الشاعر والفقيه والمفكر أبو الفتح علي بن محمد بن الحسين البُستي، الذي يُعتبر من أبرز الشعراء والأدباء في العصر العباسي. وُلد في مدينة بُست، إحدى مدن خراسان (في أفغانستان الحالية)، وعاش خلال القرن الرابع الهجري (القرن العاشر الميلادي).
تميّز البُستي بإتقانه فنون الأدب والبلاغة، وكان شاعراً يتمتع بقوة الأسلوب ورصانة التعبير، مما جعله محط اهتمام الأدباء والمثقفين في عصره. واشتهر بأشعاره الحكيمة التي عكست عمق تجربته الحياتية وفلسفته في الحياة، حيث كان يدعو إلى مكارم الأخلاق والسعي وراء الحكمة والفضيلة. ومن أشهر أعماله قصيدته الشهيرة “النونية” التي استهلها ببيت الحكمة المشهور:
زينةُ المرءِ في الحياةِ فِعالُهُ
وصنائعُ الإحسانِ خيرُ قناطِرِ
عُرف أبو الفتح البُستي كذلك بمعارفه الدينية، وكان له دورٌ كبيرٌ في نشر علوم الفقه والأدب، وقد تبوّأ مكانة مرموقة في بلاط الأمراء والملوك، حيث كان شاعرًا لهم.
اقتباسات أبو الفتح البستي
زينةُ المرءِ في الحياةِ فِعالُهُ
وصنائعُ الإحسانِ خيرُ قناطِرِ
وأحسنُ أخلاقِ الفتى وِدادُهُ
وأكرمُ إخوانِ الفتى مَن يُواسي
ولا خيرَ فيمن لا يوطنُ نفسهُ
على نائباتِ الدهرِ حيثُ تُصيبُ
إذا كُنتَ في كُلِّ الأمورِ مُعاتِباً
صديقَكَ لم تَلقَ الذي لا تُعاتِبُ
وليس الغنى عن كَثْرة المال إنما
يكون الغنى في النفس والقلبِ كاملًا
زينةُ المرءِ في الحياةِ فِعالُهُ
وصنائعُ الإحسانِ خيرُ قناطِرِ
وأحسنُ أخلاقِ الفتى وِدادُهُ
وأكرمُ إخوانِ الفتى مَن يُواسي
إذا كُنتَ في كُلِّ الأمورِ مُعاتِباً
صديقَكَ لم تَلقَ الذي لا تُعاتِبُ
وليس الغنى عن كَثْرة المال إنما
يكون الغنى في النفس والقلبِ كاملًا
إذا رُمتَ أن تَحيا سَليمًا من الردى
ودينُكَ موفورٌ وعِرْضُكَ صائنُ
فعُد نفسك من أهل القناعة وارضَها
بما في يديك من العطاءِ تكن غني
أرى الناسَ عيبَ الناسِ غيرَ عيوبِهم
ويسخطُهم من جَارِهم ما يُدارِونَ
إذا مُتَّ عُوفيتَ من كل عَيبٍ
كفى بالذي ماتَ فَقدًا عذولًا
ومَن يَطعَن الناسَ لا يَسلَمْ من الناسِ
ومَن يصنع الخيرَ فليس بِخيْلِ
عليكَ بتقوى اللهِ إن كنتَ غافلاً
يأتيكَ بالأرزاقِ من حيثُ لا تدري
إذا كنتَ ذا فضلٍ ولم تكُ عاقلاً
فأنتَ كذي رجلٍ وليس له نعلُ
وَإذا رُزِقتَ خَليقةً مَحمودَةً
فَقَدِ اصْطَفاكَ مُقَسِّمُ الأرزاقِ
سُبحانَ من يَخْفَى ويَظْهَرُ نُورُهُ
وتَجِلُّ عن أبصارِنا أسماؤُ
مَن يَزْرَعِ الخَيْرَ يَحْصُدْ ما زَرَعْ
وَمَن يَزْرَعِ الشَّرَّ يُوَشَّكْ أن يَزَرَعْ
إذا مَلَكَتْ كَفُّ المَليكِ زمامَها
فَحُكْمُ الأنامِ مَرهُونٌ بِيَمِينِهِ
وليس الغِنى في كَثْرةِ المالِ إنما
يَكُونُ الغِنى في نَفْسِهِ وعَقْلِهِ
ومِنْ كَرَمِ الأحرارِ بَذْلُ نَصِيحَةٍ
وأحسَنُ مِنْ بَذْلِ الدَّرَاهِمِ والجَمْعِ
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومٍ
فَلا تَقْنَعْ بمَا دونَ النّجومِ
إذا غَدَرَتْ يَومًا بصاحِبِها الدُّنْيا
وَمالَتْ عليهِ مَنائِرُها
خُذْ النَّفْسَ بِالصَّبرِ الجميلِ وكُرِّمَتْ
مَكارِمُها
إذا اشتبكت دُنياك في ظلمائها
وناداك عقلٌ من دُجى النُّصحِ فاسمعِ
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ
فإن فسادَ الرأي أن تترددا
وَقَد يُدْرِكُ الْمَجْدَ الأَمَانِيُ وإِنَّمَا
مَجْدُ الفَتَى في نَفْسِهِ وعَقْلِهِ
فمَن عاشَ في الدُّنيا غريبًا مُشَرَّدًا
وأعجبهُ دنيا فلا يَفقهُ الخَبَرْ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ
إذا زلَّ عقلُ المرء طاحت كرامتُهُ
ولو كان من أعلى البرية موضعا
ولا تُظهِرَنَّ ودَّ مَن لا تُريدُهُ
وإن كان ذَا جاهٍ ففي الكِتمَانِ حِكمَة